Logo 2 Image




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، وعلى آله الأطهار، آل البيت الكرام .

سيدي ومولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وأعز ملكه .

السلام على جلالة سيدنا المفدى ورحمة الله وبركاته وبعد،

أحمد الله تعالى على نيلي شرف ثقة جلالة مولاي السامية الغالية، وعلى تكليفكم السامي لي لحمل أمانة المسؤولية وشرف العمل بقيادتكم الفذة لوضع مجتمعنا الأردني النبيل على مسار الإصلاح الشامل في المجالات كافة، مما يعزز الإنجاز الذي صنعته الأجيال بقيادة الهاشميين الأغرار منذ نشأة الدولة الأردنية الحديثة، ويعالج المشكلات، ويقدم للنشامى والنشميات الأردنيين والأردنيات ما يستحقونه من العيش الحر الكريم، وبما يتناسب مع ظروفنا ومقدراتنا وإمكاناتنا .

وبهديٍ من كتاب التكليف السامي، عملت الحكومة بكل جدٍ وإخلاص، وتعاملت مع واقع اقتصادي صعب نتيجة عجز غير مسبوق في الموازنة ومديونية متزايدة.  فكانت البداية وضع خطة تنفيذية وبرنامج عمل تفصيلي وفق منهجية علمية، وعلى أساس المحاور السبعة التي تشمل كافة المجالات، وكما وردت في كتاب التكليف السامي للحكومة الأولى التي تشرفت برئاستها. واستمر ذات النهج في الحكومة الثانية التي تشكلت بعد الانتخابات النيابية ليكون مسار الحكومة أمام كل الأردنيين وبين أيديهم، تعزيزاً للشفافية ولتسهيل عملية تقييم أداء الحكومة، وعملت الحكومة على إيجاد حالة إصلاحية عملية بعيداً عن الشعارات والإدعاء في جميع المجالات الإستراتيجية .

مولاي المفدى،

لقد عملت الحكومة خلال العام الماضي على إنجاز مهمات متعددة، فالتزمت بتوجيهاتكم السامية بإجراء انتخابات حرة نزيهة شفافة، شهدت بنزاهتها كافة الجهات المحلية والعربية والدولية التي رصدت وتابعت العملية الانتخابية. وعملت الحكومة على بناء علاقة إيجابية مع مجلس النواب الموقر وفق أحكام الدستور .

ومنذ أن حظيت الحكومة بثقة جلالتكم عملت، وبتوجيهاتكم السامية، على تشكيل لجنة متخصصة لإنجاز أحد ملفات الإصلاح السياسي، وتوسيع المشاركة الشعبية وإنصاف مختلف المحافظات تنموياً، وهو مشروع اللامركزية والبلديات، حيث التزمت الحكومة أمام مجلس النواب الموقر بتقديم مشروع قانون جديد للبلديات، ووضع مشروع قانون اللامركزية تمهيداً لإرساله إلى مجلس الأمة الموقر .

وعملت الحكومة على إعطاء مساحة واسعة من برامجها لقطاع الشباب والتنمية السياسية فكان التواصل مع القطاع الأكبر من المجتمع في كافة المحافظات والجامعات والمنتديات، تسمع منهم تطلعاتهم وتقدم لهم رؤيتها وخططها .

أما العمل الميداني والتواصل مع المواطنين وتلمس احتياجاتهم فكان بنداً رئيساً في عمل حكومة جلالتكم، فكانت الزيارات الميدانية لجميع المحافظات والعديد من المدن والقرى والبوادي والمخيمات، وكانت المتابعة للعمل والخطط، فخدمة أبناء شعبكم الوفي كانت دائماً هاجسها وواجبها .

وعملت الحكومة العام الماضي على التخفيف من المشكلة الاقتصادية، وذلك بتخفيض عجز الموازنة من خلال إجراءات ترشيدية وإعادة ترتيب الأولويات، كما عملت على وضع التشريعات الاقتصادية التي تحقق توجيهاتكم السامية بضرورة العمل الجاد على حماية الطبقة الفقيرة وتوسيع الطبقة المتوسطة .

وعلى صعيد مكافحة الفساد، فقد وضعت الحكومة توجيهاتكم السامية موضع التنفيذ، وكرست النهج القانوني في التعامل مع أي ملف يحمل شبهة فساد، وتم إحالة عدد من الملفات والقضايا إلى هيئة مكافحة الفساد، وتمت إحالة بعض القضايا إلى القضاء العادل، وهناك قضايا ما زالت تحت الدراسة والتنقيح القانوني .

وواصلت الحكومة العمل بذات المنهجية التي حظيت بمباركة ورضى جلالتكم، وتقدمت إلى مجلس النواب بطلب الثقة بناءً على خطبة العرش السامي، وقدمت برنامجاً تفصيلياً تمت مناقشته من أعضاء المجلس الكريم حيث نالت الحكومة ثقة المجلس من خلال التزام الجميع ببرنامج جلالتكم الإصلاحي، والحرص على المصلحة الوطنية العليا .

وحين تعاظمت الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية وما رافقها من ارتفاع في الأسعار العالمية على المملكة، وتنفيذاً لتوجيهاتكم السامية، سارعت الحكومة إلى دراسة جميع الوسائل الكفيلة بالتخفيف على المواطن ومساعدته على امتلاك سبل الحياة الكريمة. ورغم صعوبة الأوضاع المالية، إلا أن إدراكها لطبيعة الظروف الاستثنائية دفع الحكومة، وبالتشاور مع مجلس النواب الموقر، لاتخاذ قراراتٍ استثنائية من خلال حزمة من الإجراءات الإيجابية كدعم المواد الغذائية الأساسية والمحروقات والغاز والكهرباء ومراقبة الأسعار وصرف علاوة غلاء معيشة لجميع العاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين، وكذلك جميع المتقاعدين .

سيدي صاحب الجلالة قائد الوطن،

لقد بذلت وزملائي الوزراء قصارى جهدنا لأداء واجبنا على أكمل وجه، واستمدت الحكومة من جلالتكم الإرادة السياسية والعزيمة للتصحيح والتصدي لمعالجة الاختلالات، وعدم ترحيل المشاكل وتحميل الأجيال القادمة ديوناً إضافية. وكانت تلك قرارات صعبة إلا أن تصدي الحكومة لها انطلق من حسها بالمسؤولية وواجبها اتجاه الوطن والمواطن .

وفي ضوء ذلك، فإنني استأذن جلالتكم بأن أفسح المجال أمام الآخرين من أبناء الوطن الخيرين، لإكمال مسيرة العطاء وخدمة وطننا الغالي، في ظل قيادة جلالتكم الحكيمة .

سيدي ومولاي صاحب الجلالة المفدى،

إنني إذ أرفع إلى جلالتكم استقالة الحكومة، ملتمساً من جلالتكم التفضل بقبولها، لأؤكد لجلالة سيدنا أنني سأبقى على العهد، جندياً من جنودكم وخادماً أميناً لنهجكم الإصلاحي الرشيد، فقد تربيت في مدرسة الهاشميين، التي قادت مسيرة الأردن وصنعت المعجزات، وجعلت من هذا الوطن الكريم نموذجاً في الأمن والأمان والاستقرار والازدهار والتنمية والبناء .

سيدي ومولاي،

سيبقى ما شرفتموني به من ثقة سامية غالية ديناً في عنقي، وما قدمته ليس إلا الحد الأدنى من الواجب تجاه مليكي المفدى والأردن الغالي وشعبكم الأردني الوفي الأبي . أدعو الله جلت قدرته أن يحفظ جلالة سيدنا بكل خير، وأن يبقيكم ذخراً وعزاً وسنداً لشعبكم النبيل ولأمتيكم العربية والإسلامية، مولاي المعظم . 

خادمكم المخلص الأمين

 سـمير زيـد الــرفاعي

عمان في 27 صفر 1432 هجرية

الموافق 1 شباط 2011 ميلادية

كيف تقيم محتوى الصفحة؟