Logo 2 Image




بسم الله الرحمن الرحيم

مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم

حامي الحمى وقائد المسيرة وشيخ الوطن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

مولاي المعظم،

 فيشرفني يا مولاي، أن ارفع إلى مقامكم السامي، باسمي واسم زملائي الوزراء، اسمى آيات الولاء والإجلال، وقد تحققت رؤيتكم السامية، وجرت الانتخابات النيابية، على الوجه الذي اردتموه، نموذجا في النزاهة والدقة والمشاركة الوطنية الفاعلة. لقد كان قراركم السامي بإجراء الانتخابات النيابية في موعد استحقاقها الدستوري، تعبيرا ماثلا عن ثقة القائد بنفسه وبشعبه الوفي المخلص، وبكفاءة المؤسسات الوطنية الراسخة والمتجذرة، وهذه الثقة التي لم يطاولها شك، هي اليوم مسؤولية وطنية كبرى، يتحمل الجميع أمانة صونها وترجمتها عملا يليق بوطن أنعم الله عليه بقيادة تاريخية ملهمة، تستمد شرعيتها من خير بيوت العرب، بيت تنزّلت فيه آيات الكتاب الكريم، وهي الشرعية التي ارتبطت دوما، بالإنجاز والعطاء والمبادرة. إن ثقة القائد بنفسه وبشعبه، هي التي أتاحت للأردن المنيع، أن يتخطى بكل عزيمة ويقين، أخطر المراحل التاريخية، التي شهدتها منطقتنا، وهي ذاتها، التي ستكفل لهذا الوطن الغالي، أن يجابه التحديات القادمة، على اختلاف أشكالها، وتفاوت أنواعها، وأن يتجاوز الصعاب ويذللها، ليواصل مسيرة الخير والعطاء، ويبني نهضته ويعلي صروح التنمية والتميز. لقد كانت وقفتكم الثابتة الجسورة، أمام التحديات والاستهدافات، مصدر إطمئنان وشعور عميق بالأمان، لدى ابناء شعبكم. وقد خرج الأردن من كل المنعطفات، أكثر قوة وصلابة، متحليا بإرادة التميز والإنجاز، ومصرّا على مواصلة طريق الإصلاح، بكل ما تطلبه ذلك، من تشريعات عصرية، وإجراءات ضرورية، وكان الأردنيون وسيبقون، على عهدهم الثابت والأصيل، دائما وأبدا، على قدر ثقة القائد وأمله، جنودا أوفياء، وسيوفا مسلولة، وضمائر حية وعيونا يقظة، وشركاء في المسؤولية، لصون هذا الوطن ومنجزاته.

 مولاي المعظم،

ولأنك القائد الذي ما ارتضى يوما، منزلة بين المنزلتين، ولأنك الرائد الذي ما أخلف أهله الوعد، ولأنك حامل لواء النهضة والعدالة، ولأنك الإنسان، فقد اعتادت القلوب والضمائر، أن تلجأ إليكم في الأوقات الصعبة، مطمئنة واثقة، وكانت أوامركم السامية، وتوجيهاتكم السديدة لحكومتكم، تؤكد على الدوام، أن الإنسان قبل الأرقام، وفوق الاعتبارات والحسابات. ولقد كانت البرامج الحكومية كلها، تنشد ترجمة رؤاكم السامية، باتجاه تحقيق التوزيع العادل لمكتسبات التنمية الشاملة، فجاءت موازنة الدولة للعام الجاري، موازنة محافظات، وموازنة تنمية عادلة، سيشعر بثمارها المواطنون قريبا بإذنه تعالى، وبما يسهم بالتخفيف من أعبائهم، وتوفير فرص العيش الكريم اللائق.

مولاي المعظم،

لقد كان تكليفكم السامي، لي برئاسة حكومتكم قبل عامين، شرفا عظيما، جهدت أن أكون أهلا له، وكانت ثقة مولاي، مسؤولية عظمى، حرصت على القيام بها على أكمل وجه. ولقد نظرت منذ اللحظة الأولى التي كلفتموني بها بتشكيل الحكومة، إلى المهمة بوصفها واجبا مقدسا، يتحمل الجندي أمام قائده، مسؤولية تنفيذه، فكان هاجسي وزملائي، العمل بصمت وهدوء والتزام تام. وكانت المهمة التي انتدبني لها مولاي، وكللني بثقته السامية للقيام بها، أجلّ وأسمى، من أن يطالها الوهن. ولقد سعيت لتنفيذ بنود كتاب التكليف السامي، بكل دقة وعزم، وكانت حكومتكم تتعامل مع التطورات والتحديات، بأشكالها المختلفة، وفق النظرة الشمولية التي حددتم جلالتكم ملامحها، وبالجدية الكافية، والمرونة الكفيلة بمواصلة العمل وتحقيق الغايات. واليوم، وقد قرّت عين مولاي المعظم، واستكمل مجلس الأمة شروطه الدستورية، فإنني أضع استقالتي بين يدي جلالتكم، معاهدا الله والقائد، أن ابقى الجندي الوفي والخادم المخلص. والله أسأل أن يحفظ جلالتكم، وأن يكلأكم بعظيم عنايته، وأن يديم علينا نعمة الحكم الهاشمي الرشيد، ليبقى الأردن وطنا نموذجا، وحمى منيعا.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 مولاي المعظم

 خادمكم الأمين الدكتور معروف البخيت. 

كيف تقيم محتوى الصفحة؟