بسم الله الرحمن الرحيم
مولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله ابن الحسين المعظم أيده الله بنصره وأدام ملكه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني يا مولاي ان ارفع لمقامكم السامي أصدق آيات الولاء والوفاء ، داعياً المولى جلت قدرته ان يكلأكم بعـين رعـايـته ، وان يديمكـــم قائداً هاشمياً تربع على عرش آبائه وأجداده ، خلفاً لمليك جليل أدى الامانة بشرف فأحبه الاردنيون وأحاطوه بقلوبهم وزنودهم ، وسيـجـوا قبره الطاهر بحبات العيون ، وقدّره العالم بأسره فشيّعه قادته ، وترحمت عليه جميع شعوبه ، وسيبقى خالداً بذكره الحميد وخليفته الأصـيل ، فللراحل الكبير الرحمة ، وندعو الله ان يكون مقامه بين الصديقين والشهداء ، وحسن اولئك رفيقاً
مولاي المعظم
تلقيت بالاجلال والتقدير والعرفان تكليفكم السامي لي بتشكيل الوزارة الاولى في عهدكم الزاهر بعون الله ، وقـد جـاءت توجيهاتكم السامية معبرة عما يجيش في قلبكم الكبير من حب لهذا الوطن السيد وأهله الطيبين ، ورغبتكم الأكيدة في توفير جميع أسبــاب الأمـــــن والاسـتقـرار للوطن ومتطلبات الخدمة والرفاه للشعب الاردني. وانني إذ أصدع بالأمر السامي ، جندياً مخلصاً من بواسل جندكم ، لأقطع العهد على نفسي أمام الله وأمامكم ان اعمل وزملائي بأقصى طاقة يسعها الجهد البشري ، لتنفيذ توجيهاتكم وتلبية طموحاتكم في ترسيـــخ أركـــان هذا الوطن وإعلاء بنيانه حتى يظل يسعد ويفخر بالعيش فيه كل مواطن، في مناخ من الحرية والديمقراطية واطلاق طــــاقات التـميــــز والابـداع ، وذلك بالتعاون الوثيق مع السلطة التشريعية ، الممثلة لكل الأهل في اطار من التكامل والتفاعل البناء والتفاهم المسـتــــمر ، وبالتعاون مع السلطة القضائية التي تفخر بها في اطار من حماية الاستقلالية التامة وتوفير الرعاية القصوى التي تضمــــــــــن لهـا أداء دورها في حماية الحقوق والحريات وفق أحكام القانون
مولاي المعظم
ان قواتنا المسلحة الباسلة ، رمز عزتنا وكبريائنا الوطني ، حامية الحدود وحارســــة الوطن ، ستجد من حكومتي كل العناية التي ترجون ، وفـي جميـــع الـمجـــالات ، حـتـى تبقى على عينكــــــم رمــــــز الاخلاص والانتمــــــــــــاء والتجـــرد ، وعنوان الاداء المتميز ، ولن نألو جهداً في توفير متطلباتها ورعاية منتسبيها ، وستكون أجهزتنا الامنية ، عين الوطن على الامــن والاستقرار والطمأنينة ، محط الرعاية لتوفير ما يعينها على استمرار أدائها لدروها بالصورة المثلى التي تطمحون اليها مولاي المعظمستكون توجيهاتكم السامية المنارة التي نهتدي بها ، في كل أعمالنا ونشاطاتنا ، وسنعمل على اشاعة جو من الاعتدال والوسطية والحوار البناء مع جميع الفعاليات الوطنية ، في اطار من الالتزام الوطني الذي يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، ويدرأ المفسدة اولا ثم يجلب المنفعة ، وفي اطار من التوازن الواعي بين الحرية والمسؤولية يضمن الانضباطية العامة التي تصون ولا تبدد ، وتجمع و لا تفرق ، وتنقد ولا تجرح ، حتى ينتظم جهد الوطن ، كل الوطن ، مواطنين ومسؤولين ، في صياغة حاضر مشرق ومستقبل أكثر اشراقا
مولاي المعظم
سيكون في مقدمة اهداف حكومتي توفير تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ، تعم جميع ارجاء الوطن ، وتضمن التوازن بين اقاليمه ومناطقه ، وتكفل التوزيع العادل لمكاسب التنمية مع ايلاء عناية خاصة للبادية والريف والمخيمات ، وسنسعى بجدية قصوى لتلمس حاجات المواطن وطموحاته ، وتوفير متطلبات الحياة الكريمة له ، وحصوله على مطالبه وخدماته بسهولة ويسر ، وسنعمل على تطوير البرنامج الوطني للتصحيح الاقتصادي بشكل يتجاوب مع الاوضاع والظروف المتغيرة ، بهدف تسريع معدلات النمو ورفع سوية الانتاج وتوفير فرص عمل جديدة وتطوير الموارد الوطنية وحماية البيئة وتوفير الامن الغذائي والمائي وتسهيل عملية الاستثمار دون عناء وروتين ، وسنعمل يداً بيد مع القطاع الخاص بمؤسساته المختلفة ونفعل دوره ونشركه في جميع القرارات الاقتصادية . وسنولي عناية خاصة للبطالة والفقر وذوي الاحتياجات الخاصة ، واهتماماً خاصاً بشؤون المرأة والشباب والرياضية والتربية والثقافة والتوجيه الوطني والصحة والطاقة والمياه
مولاي المعظم
ان الادارة الكفوءة النزيهه هي القادرة على العمل والانجاز ، وستولي حكومتي عناية قصوى لتطوير الادارة واعادة هيكلة الجهاز الاداري واختيار القيادات على قاعدة من العلم والخبرة والامانة ، وتطوير الاجراءات الادارية بهدف تسهيل امور المواطنين ، وسنتصدى بكل الايمان والعزيمة والحزم لمظاهر التسيب والاتكالية والفساد ، مهما كان مصدرها او القائمون عليها ، لا تأخذنا في الحق لومة لائم ، نضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بمصالح المواطنين والثروة الوطنية والمال العام ، وستكون المساءلة والمحاسبة عنواناً رئيسياً في التعامل مع الجهاز الاداري لتعظيم الانجاز ومعاقبة المقصر ومكافئة المبدع. وسنولي الموظفين مدنيين وعسكريين ، والمتقاعدين الرعاية التي يستحقون وفق الامكانات المتاحة
مولاي المعظم
ستعمل حكومتي بجدية لتقوية التضامن العربي وتجاوز كل مبررات الاختلاف ودواعيه ، وسننطلق من المواقف الاخوية لاشقائنا اثناء تشييع جلالة الراحل العظيم لنعزز علاقاتنا العربية مع الجميع ، وسنعمل مع اشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية ، يداً بيد ، داعمين ومؤيدين لوصول الشعب الفلسطيني الشقيق إلى حقه الكامل في أرض وطنه واقامة دولته المستقلة على ثراه ، مؤكدين على المصير المشترك والمصالح الواحدة في تصور واضح للحاضر والمستقبل ، وسنستمر في دعم عملية السلام وفق الثوابت التي اقرها راحلنا العظيم مع الدول الصديقة ، وبخاصة من اعلن وقوفه إلى جانب الاردن ، ومع المنظمات الدولية والاقليمية ، لضمان مصالح الاردن وابراز دوره في جميع المحافل
مولاي المعظم
ستشكل التوجيهات التي تضمنها كتاب التكليف السامي منهاج حكومتي الذي لا تحيد عنه ، وسنترجمها على أرض الواقع في خطط مدروسة نضعها موضع التنفيذ الفعلي ، وسنبقى دائماً بحاجة إلى توجيهاتكم ودعمكم داعين المولى ان يوفقنا لعمل الخير وخير العمل وانني اذ اتشرف بأن ارفع لمقامكم السامي أسماء زملائي الوزراء لأرجو ان تتفضلوا جلالتكم بتوشيح الارادة الملكية بالتوقيع الملكي السامي
حفظكم الله ، وسدد خطاكم مولاي المعظم
خادمكم الأمين عبد الرؤوف الروابدة عمان في
16/ذو القعدة/1419 هجريالموافق
4/اذار/1999 ميلادي